تعتبر التجارة الالكترونية اقتباساً واقعياً من التجارة التقليدية المعروفة لبني آدم منذ آلاف السنين و لكن تختلف فقط بأنها تجارة عن طريق الإنترنت بواسطة أجهزة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول أو الحواسيب اللوحية ، فكل شيء يتم الكترونياً وليس في عملية البيع و الشراء أي جانب بشري على الإطللاق، إلا الصلة الرئيسية لاتمام كل تلك العملية ألا و هي الشحن .
الشحن هو عملية نقل البضاعة المباعة إلى المشتري بواسطة وسيط سواء تابع للمتجر الالكتروني أو متعاقد معه ، و هو المسئول بشكل رئيسي عن توصيل المنتجات السليمة لأصحابها بحالتها المستلمة بها بدون خدوش او كسور أو أي عائق يدفع المشتري لعدم استلام البضاعة التي قرر شرائها من خلال المتجر الالكتروني .
الكثير من المتاجر الالكترونية في الوقت الراهن تستخدم الشحن كورقة قوة و ميزة تنافسية كبرى سواء في الدقة أو الأمان أو الاحترافية و الالتزام ، و لكن تبقى المشكلة الكبرى في مسألة الشحن هي السعر أو قيمة ذلك الشحن و من سيتكلفة العميل أم البائع .
تناثرت الدراسات من هنا و هناك حول أهمية عدم مفاجأة العملاء بمصروفات اضافية حال الشراء بمبلغ معين للسلعة ، و وجدت تلك الدراسات أن أغلب عمليات القاء المنتجات من سلة البضائع على المتاجر الالكترونية سببها مفاجأة تحميل مبلغ الشحن فوق المبلغ المباعة به السلعة ، لذا وجد الباحثون و المهتمون الحل السحري في ميزة الشحن المجاني.
فقد تحدث الجميع عن سحر كلمة ” مجاناً ” إذا وضعت في أي شيء له علاقة بعملية البيع ، فما بالك لو وضعتها على عملية الشحن الفوري (الشحن المجاني)، فيمكنك مثلاً أن تستخدمها كحملة ترويجية ” الشحن مجاناً ” فيالها من فكرة رائعة ..
و يقول أحد الباحثين جملة غاية في الروعة حول مشروعية الشحن المجاني في العصر الحالي عن طريق التجارة الالكترونية .. ” أنا اشتريت منك .. فلماذا عليّ أن ادفع لك لتوصل المنتج لي .. أنت صاحب المتجر عليك ارسال المنتج لحد مكاني دون أي تكاليف تقع عليّ” و هي جملة معقولة إلى حد بيع لو وضعناها في قالب التنافس الرهيب بين الجميع في الحصول على أي توفير من أي عملية بيع و شراء و مدى العند الشرائي إذا صح التعبير الذي أصبح لدى المشترين في عصر السوشيال ميديا و تناقل الآراء على مدى واسع عن ذي قبل .
و إضافة على التفكير النفسي السابق يرى أيضاً الباحثون في هذا الصدد أن نفسية المشتري تسعد كثيراً إذا ما وجدت أي شيء يمنحها ميزة لمجرد شرائها منتج ما، و يعتبر الشحن ميزة مثالية و سريعة التأثير على قرار الشراء أيضاً .
عليك الحذر و لا تندفع :
- الفكرة في مجملها جيدة و مقبولة و لكن عليك التوقف لبرهة للتفكر قليلاً في موقفك الربحي و أهدافك الاستراتيجية و أن تجب على الأسئلة التالية ؟
- ما هي قدرتك و قدرة ميزانيتك على تحمل عبء الشحن ، و ما هي الميزة التي سوف تعود عليك في حالة تحميل العميل قيمة الشحن ؟ .
- في جميع الأحوال أنت بحاجة لسحب الميزانية من قنوات الترويج الاخرى و وضعها في خانة العروض الأكثر تأثيراً على قرارات الشراء و في حالتنا هنا تعتبر الشحن مجاناً ، وازن الأمور بدقة و احسب ارباحك في الحالتين على المدى القريب و البعيد .. و اصنع نموذج تحليل ربح احترافي ROI و واجه نفسك بكل الاحتمالات .. حيث يمكنك توقع كافة النتائج من خلال اختبار السوق A/B و الذي سيظهر لك نتائج أو مؤشرات أولية لكافة الظروف المحتملة ..
- و على النقيض يقوم بعض المسئولين عن المتاجر الالكترونية بالالتفاف على الشحن المجاني بتحميل نسبة الشحن على سعر المنتج من الأساس و الإعلان أن شحنه للمشتري مجاناً و هو ما يؤثر كثيراً في مصداقية المتجر ، لأن المنتج بالتالي سوف يكون أغلى من أي مكان آخر لأنك حملت عليه قيمة الشحن بشكل غير أمين مع الجمهور الذي لن يشتري منك إلا بالمقارنة مرة و اثنين بينك و بين منافسيك ، و يفضل ألا يلجأ لمثل تلك الأساليب إلا في حالة تميز المنتج و قلة سعر شحنه بشكل غير ملحوظ على سعره الأصلي ..
- تذكر دائماً أن الجمهور لن يشتري منك إلا إذا كان يضمن أنك سوف تسلم له منتجاً مميزاً بسعر رائع و بشحن سريع و ملتزم و سوف تزيد نسب الشراء بكل تأكيد إذا كان شحنك للمنتجات التي يرغبون فيها .. مجاناً ..
مصدر الصورة: كام فور سيل